غزة الحرب العبثية الجميع خاسر
ومع ارتفاع عدد القتلى من الشھداء المدنیین الذي جاوز العشرين ألفاً حیث شكلت نسبة الأطفال والنساء أكثر من 70%، وحیث تجاوزعدد المفقودين والمطمورين تحت الركام الثمانیة آلاف ،تزداد النقمة وتزداد مظاھرات الاحتجاج من حول العالم، ولم تجد إسرائیل من يدافععنھا ويحمیھا إلا السلاح ألأمیركي والأساطیل الغربیة، ولا سیما الفیتو الأمیركي في مجلس الأمن الذي يحول دون إقرار وقف فوريلإطلاق النار ،يحد من سقوط الضحايا البريئة ويمنع ارتكاب الإبادة الجماعیة التي باتت على كل شفة ولسان ،لا سیما اعضاء المنظماتالأممیة والإنسانیة حول العالم.
أمیركا في مواجھة مع العالم
تبدو الولايات المتحدة الأمیركیة وكأنھا الدولة الوحیدة التي تسیر عكس المواثیق الدولیة والإجماع الأممي، وھذا ناتج عن الدعماللامشروط الذي توفره للكیان الصھیوني في حربه الھمجیة على المدنیین العزل، وذلك بالرغم من مناشدات الدولة العظمى لإسرائیلبالحد من استھداف السكان العزل والمنشآت المدنیة من مدارس وجوامع وكنائس ومستشفیات وكل مراكز الإيواء بدون استثناء، وھكذاتبدو القنابل الذكیة أكثر غباء من التقلیدية فلا تصیب إلا المدنیین محدثة الأضرار الجسیمة والعدد الأكبر من الضحايا. ومن اللافت تصريحالرئیس الأمیركي الأسبق جیمي كارتر الذي قال أنه لا يوجد عضو واحد في مجلس الشوخ الأمیركي باستطاعته إدانة إسرائیل والتخليعن دعمھا، لأن ذلك يعني وبكل بساطة أنه لن يكون باستطاعة ھذا العضو العودة إلى مجلس الشیوخ في الدورات المقبلة، فالنفوذالإسرائیلي واللوبي الصھیوني كبیر لدرجة لا يستطیع أي مركز من مراكز القرار من التعبیر بحرية عما يجري في غزة وفي الأراضي
الفلسطینیة المحتلة. ولكن كل ذلك لن يستمر طويلاً إذ إن الغالبیة العظمى من الشباب والمثقفین لا سیما في الجامعات الأمیركیة التييرتادھا نخبة المفكرين الأمیركیین كجامعة ھارفرد وغیرھا، أصبحت لاتتوانى عن معارضة سیاسة الرئیس بايدن المؤيدة لإسرائیل. وكان
الحدث الأكثر دلالة من حول العالم ھو فقدان مؤسسة ستارباك للقھوة الجاھزة أكثر من 12 ملیار دولار من قیمتھا السوقیة وذلك نتیجةدعمھا للجیش الإسرائیلي، مما اضطر ھذه الشركة للقیام بحملة دعائیة غیر مسبوقة لتبییض صفحتھا والدلالة على عدم دعمھالإسرائیل.
إسرائیل خسائر بالجملة
مع وصول العملیات العسكرية في غزة إلى الحائط المسدود واستمرار تمتع حماس بحرية الحركة وحرية استعمال أسلحتھا الصاروخیة،وتزايد الخطر على كل المدن الإسرائیلیة لا سیما تل أبیب، مما أدى إلى نزوح أكثر من 75 ألف مستوطن من المستوطنات الشمالیة
وغلاف غزة ،بالإضافة إلى عبء قضیة المحتجزين على الشارع الإسرائیلي، وھذا سیشكل حتماً تطوراً بارزاً ستكون له انعكاساته علىمصیر الحرب.
أما في الإقلیم فإن المنطقة تغلي على وقع الھجمات الصاروخیة الحوثیة التي باتت تشكل التھديد الأكبر للملاحة الدولیة في البحر
الأحمر، إشارة إلى ان حرب يونیو في العام 67 التي شنتھا إسرائیل على مصر والدول العربیة كانت من أسبابھا تھديد الرئیس عبد ناصربإغلاق مضائق تیران وباب المندب.
تبعاً لذلك وأنه وبالرغم من كل ما يقال عن إطالة أمد الحرب وتغییر الاستراتیجیة الإسرائیلیة ورفض العدو لوقف إطلاق النار ،فإن الأمورتتجه نھو ھدنة حقیقیة وعملیة تبادل للمحتجزين والمعتقلین الفلسطینیین وذلك بالرغم من حماوة المیدان، وإلا فإننا قادمون على
متغیرات لن يكون بعدھا بمقدور الدول العربیة وبقیة العالم من الوقوف مكتوفي الأيدي متفرجین، فالشوارع تغلي وستفعل فعلھا وحتىالدول الغربیة وعلى رأسھا الولايات المتحدة لن تستطیع من الاستمرار في ذر راسھا في الرماد.
كاتب سياسي*