على رغم الغموض الكبير في الأفق الحربي المتصل بحرب غزة والتي ربطت بها المواجهات المتواصلة والمتصاعدة عبر الحدود الجنوبية، فإن بعض الأوساط الداخلية الوثيقة الصلة بالاتصالات الديبلوماسية المحمومة التي تشهدها عواصم المنطقة والدول الغربية الأساسية كشفت لـ”النهار” ان الفترة القصيرة الفاصلة عن نهاية الأسبوع الحالي قد تكون كفيلة بايضاح السيناريو المرجح للتطورات في لبنان في ظل حمى ديبلوماسية متصاعدة بعضها الكثير يتسم بالسرية لاحداث نقلة في الحرب الطاحنة الجارية في غزة بما سينعكس حتما على “الجبهة اللبنانية”.
وإذ انكشفت امس معالم محاولة متقدمة هذه المرة عبر مفاوضات لاحلال هدنة لثلاثة أيام في غزة للمرة الأولى من اندلاع الحرب الأخيرة واطلاق عدد من الرهائن، لفتت الأوساط نفسها الى انه خلافا لما حاولت بعض الجهات الداخلية التقليل من أهمية الزيارة التي قام بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين لبيروت اول من امس، فإن المعطيات الدقيقة المتوافرة عن زيارته تشير الى انها تركت ترددات مهمة وجدية لجهة ما اعلنه من ان لبنان و”إسرائيل” لا يرغبان في تصعيد الوضع، كما لجهة اظهار مستوى عال استثنائي من اهتمام الإدارة الأميركية بتجنيب لبنان أي تمدد لحرب غزة اليه بدليل انه حضر خصيصا كموفد شخصي للرئيس الأميركي جو بايدن الى لبنان من اجل هذه الغاية.
وتشير هذه الأوساط الى انه غداة زيارة هوكشتاين، يبدو لبنان معنيًا بترقب ثلاثة محطات تحمل منسوباً معيناً من التأثيرات على الوضع الناشئ في جنوب لبنان حيث لا يمكن التقليل اطلاقاً من خطورة انهيار القرار 1701 وملامح التفلت المسلح الخطير الذي ادخل مع “حزب الله” السلاح الفلسطيني من خلال “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بما ينذر بتداعيات شديدة الخطورة ان ميدانياً وان سياسيًا في الداخل اللبناني. هذه المحطات تتمثل في القمة العربية الطارئة التي ستعقد السبت في الرياض وما يمكن ان تخلص اليه من قرارات يفترض ان تكتسب طابعًا استثنائيًا، ومن ثم الكلمة الثانية منذ بدء الاحداث التي سيلقيها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله السبت أيضًا، ومن ثم القمة الإسلامية في الرياض أيضًا الاحد المقبل التي ستشهد حدث الزيارة الأولى التي سيقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية.